موسكو تبدأ تسليم الوقود النووي الى طهران
عواصم - اعتبر الرئيس الأميركي جورج بوش أمس ان تسليم روسيا اليورانيوم الى إيران يعني انها ليست بحاجة الى ان تقوم هي نفسها بعملية التخصيب مكررا اتهام طهران بانها تشكل تهديدا للسلام. وكانت روسيا أعلنت أمس انها بدأت تسليم إيران اليورانيوم الذي سيستخدم وقودا لمفاعل بوشهر الذي يبنيه الروس في جنوب إيران
وأعلن البيت الابيض أمس ان تسليم روسيا اليورانيوم الى إيران حصل بالتشاور مع الولايات المتحدة ويشكل سببا اضافيا لتقوم جمهورية إيران الاسلامية بتعليق انشطتها النووية الحساسة.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو ان "عملية تسليم الوقود تشكل سببا اضافيا لتعمد إيران الى تعليق برنامجها النووي" لتخصيب اليورانيوم.
واضاف "اذا كان الروس يسلمون الإيرانيين وقودهم فلا سبب لهؤلاء ليقوموا بتخصيب اليورانيوم بانفسهم".
وجاءت عملية التسليم هذه في الوقت الذي يدفع فيه المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة باتجاه تعليق إيران لانشطتها في مجال تخصيب اليورانيوم.
وتؤكد إيران ان برنامجها لتخصيب اليورانيوم يهدف الى توفير الوقود لمفاعلاتها النووية المدنية المستقبلية. غير ان الولايات المتحدة تبدي قلقها من انحراف هذه الانشطة لانتاج المادة الضرورية لصنع قنبلة ذرية.
واشار الى انخراط الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تسهر على وقف انتشار السلاح النووي، في عملية تسليم الوقود الروسي.
واضاف جوندرو "ان المجتمع الدولي بيقى موحدا في رغبته في رؤية النظام الإيراني يمتثل لقرارات مجلس الامن" التي تحث إيران على تعليق التخصيب.
من جهته، اعتبر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أمس ان اعلان إيران انها ستواصل عمليات تخصيب اليورانيوم رغم قيام روسيا بتسليمها وقودا نوويا لمفاعل بوشهر، دليل على انها تسعى الى حيازة القنبلة الذرية.
وقال ليبرمان امام الكنيست "ما من شك بان مواصلتهم لتخصيب اليورانيوم حتى بعد الحصول على الوقود النووي من روسيا، يعني ان هذا الوقود لن يستخدم لاغراض انتاج الطاقة السلمية".
واضاف الوزير اليميني المتطرف المكلف تنسيق جهود اسرائيل لاحباط البرنامج النووي الإيراني، انه "لا يوجد اي تفسير لتخصيب اليورانيوم عدا عن الرغبة في حيازة السلاح النووي".
ولكن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا اغازاده أكد ان بلاده لا تزال تحتاج لتخصيب اليورانيوم على اراضيها لتزويد محطة ثانية للكهرباء تقوم ببنائها في دارخوين.
الى ذلك، أكدت إيران أمس انها لن تعلق مطلقا عمليات تخصيب اليورانيوم الحساسة على اراضيها، وقالت انها تحتاج الى الوقود الناتج من تلك العمليات لمحطة طاقة نووية جديدة تعمل على بنائها في (غرب) البلاد.
الا ان احمدي نجاد قال انه "من المستبعد" صدور قرار جديد من مجلس الامن الدولي ضد بلاده، كما ان قيام روسيا بتسليم الوقود النووي للجمهورية الاسلامية يجعل من غير المرجح فرض مجموعة جديدة من العقوبات على إيران.
وتمتلك روسيا اضافة الى الصين مقعدا دائما في مجلس الامن يخولها استخدام حق النقض (الفيتو).
من ناحية اخرى قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية ان وفدا إسرائيليا توجه الى واشنطن الاسبوع الماضي "ليثبت للأميركيين ان ايران لا تزال تطور برنامجا نوويا عسكريا".
من جهته، أكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في مقابلة نشرت أمس ان تقرير اجهزة الاستخبارات الأميركية بشان برنامج إيران النووي وفر مزيدا من الوقت للتفاوض على حل.
وصرح شتاينماير لصحيفة "فرانكفورتر الجيماينة تسايتونغ" ان "الاخبار السيئة هي ان اجهزة الاستخبارات الأميركية السرية كانت متاكدة من ان إيران عملت على انتاج سلاح نووي حتى عام 2003".
18/12/07, 03:53 pm