أخيراً وبعد عامين كاملين من المدّ والجزر، أجازت اللجنة العليا للتظلمات في المجلس الأعلى للثقافة المصرية، عرض مسرحية «بلاد في المزاد».
وهي المسرحية التي سبق أن رفضتها جهتان دفعة واحدة، جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والبيت الفني للمسرح (مسرح الدولة) الذي رفض إجازة العرض بسبب فكرته الجريئة وموضوعه الذي ينتقد نظام الحكم في مصر في شكل غير مسبوق في أي عمل مسرحي.
وتندرج مسرحية «بلاد في المزاد»، من تأليف محسن الجلاد وإخراج جلال الشرقاوي، تحت خانة الكوميديا السياسية. ويدور موضوعها كما يؤكد مؤلفها حول دولة تعاني من الفقر والظلم والمجاعة، بل ومن ديكتاتورية الحاكم، بسبب كثرة السرقة والاختلاسات، فتتراكم عليها الديون وتعلن هذه الدولة إفلاسها، فيعرض الحاكم الجزء الشمالي منها للبيع في مزاد علني وبالفعل يتم بيعها.
وفي الوقت الذي يتوقع الجميع منه تسديد الديون المتراكمة على الدولة، يستولــي على الأموال لنفسه ويوزع منهــــا علــى الفاسدين من المسؤولين الذين يحيطون به ولا يتورعون عن نهب أموال هذا البلد وظلم أهله بكل السبل والوسائل...
ويؤكد الجلاد أنه عرض نص المسرحية على «البيت الفني للمسرح»، ففوجئ بعدم إجازة عرضها. وفي الوقت ذاته ظلت حبيسة أدراج الرقابة شهوراً طويلة. وتضاعفت دهشته بعد معرفته بأن سبب عدم إجازتها يعود الى ما اعتبره البعض إساءة الى النظام الحاكم في مصر، على رغم ان موضوعها كما يقول: «لا علاقة له بمصر أو نظام الحكم فيها».
ويضيف أنه «من المستحيل وجود وجه تشابه بين الموضوع والاحداث الحقيقية»، وهو ما دفعه للتقدم بها الى لجنة التظلمات التي أنصفت المسرحية بالفعل.
وستبدأ التمرينات خـــلال الايـــام القليلة المقبلـة، بعد الانتهاء من اختيار الممثلين